تعتبر المؤشرات المتعاكسة Overbought وOversold من الأدوات الشائعة في عالم التداول المالي، حيث يستخدمها المتداولون لتحديد نقاط الدخول والخروج من السوق.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذه المؤشرات موثوقة حقًا أم أنها مجرد وهم؟
في هذا المقال، سنستعرض الجوانب المختلفة لهذه المؤشرات ونحاول تقديم تحليل شامل حول موثوقيتها.
ما هي المؤشرات المتعاكسة Overbought/ Oversold؟
المؤشرات المتعاكسة هي أدوات تحليل فني تستخدم لتحديد ما إذا كان الأصل المالي قد تم شراؤه أو بيعه بشكل مفرط.
عندما يكون الأصل في حالة Overbought، يعني ذلك أن السعر قد ارتفع بشكل كبير وقد يكون هناك تصحيح قادم.
أما في حالة Oversold، فإن السعر قد انخفض بشكل كبير وقد يكون هناك ارتفاع قادم.
- مؤشر القوة النسبية (RSI): يقيس سرعة وتغير حركة الأسعار، ويعتبر الأصل في حالة Overbought إذا تجاوز المؤشر 70، وفي حالة Oversold إذا كان أقل من 30.
- مؤشر الستوكاستيك: يقارن سعر الإغلاق للسهم بنطاق أسعاره خلال فترة زمنية معينة، ويعتبر الأصل في حالة Overbought إذا تجاوز المؤشر 80، وفي حالة Oversold إذا كان أقل من 20.
الموثوقية: هل يمكن الاعتماد على هذه المؤشرات؟
تعتبر المؤشرات المتعاكسة أدوات مفيدة للعديد من المتداولين، ولكن يجب استخدامها بحذر.
إليك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند استخدام هذه المؤشرات:
- السياق السوقي: يجب دائمًا النظر إلى السياق العام للسوق.
في الأسواق الصاعدة، قد تبقى الأصول في حالة Overbought لفترات طويلة دون حدوث تصحيح كبير. - التأكيد من مؤشرات أخرى: لا يجب الاعتماد على مؤشر واحد فقط.
استخدام مؤشرات أخرى مثل المتوسطات المتحركة يمكن أن يوفر تأكيدًا إضافيًا. - التوقيت: التوقيت هو كل شيء في التداول.
حتى إذا كانت المؤشرات تشير إلى حالة Overbought أو Oversold، فإن التوقيت الخاطئ يمكن أن يؤدي إلى خسائر.
الوهم: متى تكون المؤشرات مضللة؟
على الرغم من فوائدها، يمكن أن تكون المؤشرات المتعاكسة مضللة في بعض الأحيان.
إليك بعض الحالات التي يمكن أن تكون فيها هذه المؤشرات غير موثوقة:
- الأسواق المتقلبة: في الأسواق ذات التقلبات العالية، يمكن أن تكون المؤشرات غير دقيقة بسبب التغيرات السريعة في الأسعار.
- الأحداث الاقتصادية الكبرى: يمكن أن تؤثر الأحداث الاقتصادية الكبرى على الأسواق بشكل غير متوقع، مما يجعل المؤشرات غير فعالة.
- الاعتماد الزائد: الاعتماد الزائد على هذه المؤشرات دون النظر إلى العوامل الأخرى يمكن أن يؤدي إلى قرارات تداول غير مدروسة.
أمثلة واقعية ومقارنة بين المؤشرات
لنلقِ نظرة على بعض الأمثلة الواقعية التي توضح كيفية استخدام المؤشرات المتعاكسة في التداول:
- مثال على مؤشر RSI: في عام 2020، شهدت أسهم شركة تيسلا ارتفاعًا كبيرًا، حيث تجاوز مؤشر RSI حاجز 70 لعدة أسابيع.
ومع ذلك، استمر السهم في الارتفاع، مما يوضح أن الاعتماد على مؤشر واحد قد يكون مضللًا. - مثال على مؤشر الستوكاستيك: في عام 2018، أظهرت أسهم شركة أمازون حالة Oversold وفقًا لمؤشر الستوكاستيك، ولكن بعد فترة قصيرة، ارتفعت الأسهم بشكل كبير، مما يبرز أهمية النظر إلى السياق العام للسوق.
الإحصائيات والدراسات حول فعالية المؤشرات
تشير الدراسات إلى أن المؤشرات المتعاكسة يمكن أن تكون فعالة في بعض الحالات، ولكنها ليست دائمًا موثوقة.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة نيويورك، فإن استخدام مؤشرات متعددة يمكن أن يزيد من دقة التوقعات بنسبة تصل إلى 20%.
ومع ذلك، يجب أن يكون المتداولون على دراية بأن هذه المؤشرات ليست ضمانًا للنجاح.
الخلاصة: كيف يمكن استخدام المؤشرات بفعالية؟
للاستفادة القصوى من المؤشرات المتعاكسة، يجب على المتداولين اتباع بعض الإرشادات:
- التعلم المستمر: يجب على المتداولين الاستمرار في تعلم كيفية استخدام المؤشرات بشكل فعال وتحديث معرفتهم بأحدث الأدوات والتقنيات.
- التجربة والخطأ: يمكن أن يكون استخدام الحسابات التجريبية وسيلة جيدة لاختبار استراتيجيات التداول دون المخاطرة برأس المال الحقيقي.
- التوازن بين التحليل الفني والأساسي: يجب على المتداولين دمج التحليل الفني مع التحليل الأساسي للحصول على صورة شاملة للسوق.