تعتبر سيولة السوق من العوامل الأساسية التي تؤثر على قرارات التداول في الأسواق المالية.
تتعلق السيولة بمدى سهولة شراء أو بيع الأصول دون التأثير الكبير على سعرها.
في هذا السياق، تلعب الفروقات السعرية دورًا حاسمًا في تحديد مدى جاذبية زوج العملات أو الأصول للتداول.
في هذا المقال، سنستعرض متى يجب تجنب الأزواج ذات الفروقات السعرية الكبيرة، وكيفية اتخاذ قرارات مستنيرة في هذا الصدد.
ما هي الفروقات السعرية؟
الفروقات السعرية هي الفرق بين سعر العرض وسعر الطلب لزوج العملات أو الأصول.
تعتبر هذه الفروقات مؤشرًا على سيولة السوق.
كلما كانت الفروقات السعرية أصغر، كانت السيولة أعلى، مما يعني أن الأصول يمكن تداولها بسهولة أكبر وبتكلفة أقل.
- سعر العرض: السعر الذي يمكن للمتداول بيع الأصل به.
- سعر الطلب: السعر الذي يمكن للمتداول شراء الأصل به.
تعتبر الفروقات السعرية الكبيرة مؤشرًا على انخفاض السيولة، مما يجعل التداول أكثر تكلفة وأقل جاذبية.
لماذا يجب تجنب الأزواج ذات الفروقات السعرية الكبيرة؟
هناك عدة أسباب تجعل من الضروري تجنب الأزواج ذات الفروقات السعرية الكبيرة:
- تكلفة التداول: الفروقات السعرية الكبيرة تعني أن المتداول سيدفع تكلفة أعلى عند الدخول والخروج من الصفقات.
هذا يمكن أن يقلل من الأرباح المحتملة أو يزيد من الخسائر. - تقلبات الأسعار: الأزواج ذات الفروقات السعرية الكبيرة غالبًا ما تكون أكثر تقلبًا، مما يزيد من مخاطر التداول.
- انخفاض السيولة: انخفاض السيولة يعني أن هناك عددًا أقل من المشترين والبائعين في السوق، مما يجعل من الصعب تنفيذ الصفقات بسرعة وبالسعر المرغوب.
متى يجب تجنب الأزواج ذات الفروقات السعرية الكبيرة؟
هناك بعض الحالات التي يجب فيها تجنب الأزواج ذات الفروقات السعرية الكبيرة:
- أوقات الأخبار الاقتصادية: خلال إعلانات الأخبار الاقتصادية الهامة، يمكن أن تتسع الفروقات السعرية بشكل كبير بسبب زيادة التقلبات وعدم اليقين.
- أوقات السيولة المنخفضة: في الأوقات التي تكون فيها السيولة منخفضة، مثل العطلات أو خارج ساعات التداول الرئيسية، يمكن أن تتسع الفروقات السعرية.
- الأزواج النادرة: الأزواج التي لا يتم تداولها بشكل شائع غالبًا ما تكون ذات فروقات سعرية أكبر بسبب انخفاض السيولة.
أمثلة على تأثير الفروقات السعرية الكبيرة
لنأخذ مثالاً على زوج عملات نادر مثل USD/TRY (الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية).
في الأوقات العادية، قد تكون الفروقات السعرية لهذا الزوج كبيرة مقارنة بأزواج العملات الرئيسية مثل EUR/USD.
هذا يعني أن التداول في USD/TRY قد يكون أكثر تكلفة وأقل جاذبية للمتداولين الذين يبحثون عن سيولة عالية وتكاليف منخفضة.
في دراسة حالة أخرى، خلال إعلان اقتصادي هام مثل تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، قد تتسع الفروقات السعرية لأزواج العملات الرئيسية بشكل مؤقت.
هذا يجعل من الضروري للمتداولين أن يكونوا حذرين وأن يختاروا الأوقات المناسبة للدخول والخروج من السوق.
كيفية اتخاذ قرارات مستنيرة
لتجنب الفروقات السعرية الكبيرة، يمكن للمتداولين اتباع بعض الاستراتيجيات:
- مراقبة الأخبار الاقتصادية: البقاء على اطلاع دائم بالأخبار الاقتصادية يمكن أن يساعد في تجنب التداول خلال الأوقات التي قد تتسع فيها الفروقات السعرية.
- اختيار الأزواج ذات السيولة العالية: التركيز على الأزواج الرئيسية مثل EUR/USD وGBP/USD يمكن أن يقلل من تأثير الفروقات السعرية الكبيرة.
- استخدام الأوامر المحددة: يمكن للأوامر المحددة أن تساعد في التحكم في السعر الذي يتم عنده تنفيذ الصفقة، مما يقلل من تأثير الفروقات السعرية.
من خلال اتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن للمتداولين تحسين فرصهم في تحقيق أرباح مستدامة وتقليل المخاطر المرتبطة بالفروقات السعرية الكبيرة.