في عالم الاستثمار، يسعى المستثمرون دائمًا إلى إيجاد طرق لتحسين عوائدهم وتقليل المخاطر المرتبطة بمحافظهم الاستثمارية.
واحدة من الأدوات المالية التي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذا السياق هي الأوبشن.
في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن استخدام الأوبشن كأداة تحوّط فعّالة في محفظة المستثمر الإماراتي.
ما هو الأوبشن؟
الأوبشن هو عقد مالي يمنح المشتري الحق، وليس الالتزام، بشراء أو بيع أصل معين بسعر محدد في تاريخ مستقبلي.
يمكن أن يكون هذا الأصل سهمًا، أو سلعة، أو مؤشرًا.
هناك نوعان رئيسيان من الأوبشن: أوبشن الشراء (Call Option) وأوبشن البيع (Put Option).
- أوبشن الشراء: يمنح المشتري الحق في شراء الأصل بسعر محدد.
- أوبشن البيع: يمنح المشتري الحق في بيع الأصل بسعر محدد.
لماذا يعتبر الأوبشن أداة تحوّط فعّالة؟
الأوبشن يمكن أن يكون أداة تحوّط فعّالة لعدة أسباب:
- تقليل المخاطر: يمكن استخدام الأوبشن لتقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق.
على سبيل المثال، إذا كان المستثمر يمتلك أسهمًا في شركة معينة ويخشى من انخفاض سعرها، يمكنه شراء أوبشن بيع لحماية استثماره. - زيادة العوائد: يمكن استخدام الأوبشن لزيادة العوائد من خلال استراتيجيات مثل الكتابة المغطاة (Covered Call)، حيث يقوم المستثمر ببيع أوبشن شراء على الأسهم التي يمتلكها.
- المرونة: الأوبشن يوفر مرونة كبيرة للمستثمرين، حيث يمكنهم تعديل استراتيجياتهم بسرعة وفقًا لتغيرات السوق.
كيف يمكن للمستثمر الإماراتي استخدام الأوبشن في محفظته؟
المستثمر الإماراتي يمكنه استخدام الأوبشن بطرق متعددة لتحسين أداء محفظته.
إليك بعض الاستراتيجيات الشائعة:
استراتيجية التحوّط باستخدام أوبشن البيع
إذا كان المستثمر يمتلك أسهمًا في شركة معينة ويخشى من انخفاض سعرها، يمكنه شراء أوبشن بيع لحماية استثماره.
على سبيل المثال، إذا كان المستثمر يمتلك 100 سهم في شركة "إعمار" ويخشى من انخفاض سعر السهم، يمكنه شراء أوبشن بيع بسعر تنفيذ محدد لحماية استثماره من الخسائر.
استراتيجية الكتابة المغطاة
هذه الاستراتيجية تتضمن بيع أوبشن شراء على الأسهم التي يمتلكها المستثمر.
إذا كان المستثمر يمتلك 100 سهم في شركة "دو" ويعتقد أن سعر السهم لن يرتفع بشكل كبير في المستقبل القريب، يمكنه بيع أوبشن شراء بسعر تنفيذ أعلى من السعر الحالي للسهم.
إذا لم يصل سعر السهم إلى سعر التنفيذ، يحتفظ المستثمر بالعلاوة التي حصل عليها من بيع الأوبشن.
استراتيجية الأوبشن المركبة
يمكن للمستثمرين استخدام استراتيجيات الأوبشن المركبة لتحقيق أهداف معينة.
على سبيل المثال، يمكن استخدام استراتيجية "السترانجل" (Strangle) التي تتضمن شراء أوبشن شراء وأوبشن بيع بسعرين تنفيذ مختلفين.
هذه الاستراتيجية يمكن أن تكون مفيدة في الأسواق المتقلبة حيث يتوقع المستثمر تحركات كبيرة في الأسعار.
أمثلة واقعية على استخدام الأوبشن في الإمارات
في الإمارات، هناك العديد من المستثمرين الذين استفادوا من استخدام الأوبشن في محافظهم.
على سبيل المثال، في عام 2020، عندما شهدت الأسواق تقلبات كبيرة بسبب جائحة كوفيد-19، استخدم العديد من المستثمرين الأوبشن كأداة تحوّط لحماية استثماراتهم من الخسائر.
كما أن بعض الشركات الإماراتية الكبرى، مثل "أدنوك" و"طيران الإمارات"، تستخدم الأوبشن كجزء من استراتيجياتها المالية للتحوّط ضد تقلبات أسعار النفط والعملات.
الإحصائيات والدراسات الداعمة
تشير الدراسات إلى أن استخدام الأوبشن يمكن أن يقلل من تقلبات المحفظة بنسبة تصل إلى 30% في بعض الحالات.
كما أن الأبحاث أظهرت أن المستثمرين الذين يستخدمون الأوبشن كجزء من استراتيجياتهم الاستثمارية يمكنهم تحقيق عوائد أعلى بنسبة 15% مقارنة بأولئك الذين لا يستخدمون الأوبشن.
في الإمارات، أظهرت دراسة أجرتها "بورصة دبي" أن حجم تداول الأوبشن قد زاد بنسبة 25% في السنوات الأخيرة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه الأداة المالية بين المستثمرين الإماراتيين.
التحديات والمخاطر المرتبطة باستخدام الأوبشن
على الرغم من الفوائد العديدة لاستخدام الأوبشن، إلا أن هناك بعض التحديات والمخاطر التي يجب على المستثمرين مراعاتها:
- التعقيد: الأوبشن يمكن أن يكون معقدًا ويتطلب فهمًا عميقًا للأسواق المالية.
- المخاطر المالية: في حالة عدم استخدام الأوبشن بشكل صحيح، يمكن أن يتعرض المستثمر لخسائر مالية كبيرة.
- التكاليف: تداول الأوبشن يمكن أن يكون مكلفًا بسبب العمولات والرسوم المرتبطة به.
